لا بد من تسجيل أن ما جاء في القرآن والسنة الصحيحة من النصوص وما جاء في كتب الفقه من الأحكام الشرعية المستنبطة من الأدلة التفصيلية الصحيحة هي كلها جاءت مكرمة للمرأة رفيقة بها حامية لها من كل ظلم وقهر وتسلط ، ولكن لا بد أيضا من الاعتراف أن في تراثنا الفقهي وفي كتب التفسير أقوالا وآراء ما نزل الله بها من سلطان ، وهي أقوال وآراء بشرية شاذة تمثل ما ينطوي عليه الإنسان من النقص والضعف والتأثر بالبيئة والمحيط والتربية والنشأة ، وأقوى مثال على هذا ما قاله الإمام الرازي وهو المفسر الأصولي الجهبذ عند تفسيره لقول الله تعالى : ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ” : ” خلق لكم دليل على أن النساء خلقن كخلق الدواب والنبات وغير ذلك من المنافع كما قال تعالى : ” خلق لكم ما في الارض ” وهذا يقتضي أن لا تكون مخلوقة للعبادة والتكليف ” ثم يسترسل في الكلام ليبرهن على أن المرأة إنما كلفت فقط لتكون للرجل منصاعة ومنقادة ، فمثل هذا القول وغيره مما هو مبثوث في تراثنا من الفقه والتفسير لا علاقة له لا بالأحكام الشرعية ولا بروح الشريعة الإسلامية ولو كان صادرا ممن كان ، وما يمثل الشريعة والإسلام حقيقة هي تلك الأحكام المجمع عليها والأحكام المشهورة عند العلماء والأحكام الراجحة بالأدلة القوية والأحكام المرجوحة ولو بأدلة ضعيفة ، أما ما عدا ذلك فهي أقوال وآراء قد تكون صحيحة لا تعارض شرعا ولا عقلا وقد تكون شاذة باطلة وهي التي يبحث عنها ويتصيدها كل من يريد بالإسلام والمسلمين والمسلمات شرا مستطيرا .
■ المفضل خليل المومني
الرسالة موقع إخباري متنوع