شهدت منطقة الشرق الأوسط تصعيداً خطيراً في 23 يونيو 2025، إثر شن إيران هجوماً صاروخياً على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، في رد على الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية. وقد تمكنت الدفاعات الجوية القطرية من اعتراض الصواريخ دون وقوع إصابات، إلا أن هذا الحدث دفع دول الخليج إلى إغلاق مجالاتها الجوية كإجراء احترازي، مما يعكس حالة من القلق الإقليمي المتزايد.
وأعلنت وسائل الإعلام الإيرانية أن الحرس الثوري نفذ هجوماً صاروخياً على قاعدة العديد التي تضم نحو 10,000 جندي أمريكي، في إطار عملية أطلقت عليها اسم “بشارة فتح”. وأكدت وزارة الدفاع القطرية اعتراض الصواريخ بنجاح دون تسجيل أي خسائر بشرية، فيما أدانت قطر الهجوم واعتبرته انتهاكاً صارخاً لسيادتها ومجالها الجوي، مؤكدة حقها في الرد المباشر بما يتناسب مع حجم الاعتداء.
من جانبها، أدانت الإمارات العربية المتحدة الهجوم بشدة، معتبرة إياه انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومشددة على ضرورة وقف التصعيد العسكري فوراً لتجنب تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين. كما أعربت دول عربية أخرى عن تضامنها مع قطر في مواجهة هذا الاعتداء.
يأتي الهجوم في سياق تصعيد متواصل بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة تبادلاً للهجمات والضربات العسكرية. وأكدت تقارير أن إيران نسقت مع قطر مسبقاً على تنفيذ الهجوم، بهدف تقليل الخسائر وترك مجال للتهدئة، على غرار استراتيجيات سابقة اتبعتها إيران في ردودها العسكرية.
ويعكس إغلاق مجالات الطيران في قطر والبحرين والكويت والإمارات المخاوف من توسع النزاع، وسط تحذيرات من أن أي رد أمريكي أو إسرائيلي قد يفتح باباً لدورة انتقام متبادلة قد تشمل أطرافاً إقليمية ودولية أخرى.
وتشير تحليلات خبراء إلى أن إيران تمتلك عدة خيارات للرد، منها هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار على القوات الأمريكية في المنطقة، استخدام ميليشيات وكيلة في العراق وسوريا واليمن، أو حتى عمليات إرهابية داخل الأراضي الأمريكية. ومع ذلك، فإن أي تصعيد قد يؤدي إلى ردود فعل عسكرية أقوى، مما يرفع من احتمالات توسع النزاع.
فعلى الرغم من أن اعتراض الهجوم وعدم وقوع إصابات قد يفتحان مجالاً للتهدئة، إلا أن السياق الإقليمي المتوتر والتصعيد المستمر بين الأطراف يجعل من احتمال توسع النزاع أمراً مرتفعاً. وتدعو التحليلات إلى ضرورة تحرك دولي عاجل لوقف التصعيد والعودة إلى طاولة الحوار لتجنب تداعيات كارثية على الأمن والسلم في المنطقة.
ويمثل الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الأمريكية في قطر نقطة خطيرة في سلسلة التصعيد في الشرق الأوسط، مع مخاطر حقيقية لتوسع النزاع ليشمل دولاً وأطرافاً أخرى. في ظل هذه التطورات، يبقى الأمل معقوداً على الحكمة والضغوط الدولية لتفادي مواجهة عسكرية واسعة قد تؤثر على استقرار المنطقة والعالم بأسره.
عن موقع: فاس نيوز