في الوقت الذي يطلق فيه محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والاتصال وعضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، تصريحات ضخمة عن طموحه السياسي ورغبته في قيادة الحكومة المقبلة، يبقى الواقع شاهداً على فشله الذريع في إدارة قطاعه.
شباب المغرب عرف انتكاسة غير مسبوقة خلال ولايته، حيث خرجت المظاهرات والاحتجاجات مرددة شعار رحيله، وسط حكومة يقودها عزيز أخنوش، بينما الثقافة المغربية تعيش جمودا والقطاع الإعلامي يواجه أزمة حقيقية بفعل القوانين التي أشرف عليها بنسعيد، وعلى رأسها القانون المشؤوم للمجلس الوطني للصحافة، الذي يهدد حرية التعبير ويضع الصحفيين تحت وصاية صارمة.
بن سعيد وصل إلى وزارة كبيرة ليس بفضل كفاءته أو ماضيه النضالي، بل عبر المحاباة والصفقات السياسية وحمل الحقائب التي كُلف بها مسبقاً. الوزير أظهر ضعفًا كبيرًا في تسيير شؤون وزارته، حتى أن كثيرين يرون أن طموحه الحالي في قيادة المغرب مع فاطمة الزهراء المنصوري، التي فشلت في تسيير مقاطعة في مراكش، ليس إلا استعراضاً انتخابياً وطمعاً شخصياً في رئاسة الحكومة على حساب الشعب المغربي.
وعلى الرغم من خطبه المليئة بالمصطلحات الرنانة عن “إعادة الاعتبار للأفكار بدل الأشخاص” و”السياسات العمومية من أجل المواطن”، فإن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، فشباب المغرب يعيش فراغا سياسياً، الثقافة متوقفة، والصحافة مهددة بالانقراض. كل هذه الملفات التي كانت تحت مسؤوليته لم تشهد أي تقدم ملموس، بل تكاد تكون كارثية.
شعاراته عن الديمقراطية الاجتماعية والشبيبة القوية تبدو مجرد شعارات فارغة من أي مضمون تطبيقي، في حين أن نسبة الشباب المنخرط في العمل السياسي لا تتجاوز واحداً في المئة، ما يعكس عجزه التام عن ترجمة الكلام إلى أفعال.
في النهاية، ما يطرحه بنسعيد ليس رؤية سياسية، بل مطامع شخصية واستفادة من المحاباة والصفقات على حساب قطاعه والشباب المغربي، وطمع واضح في رئاسة الحكومة رغم سجل ضعيف وفشل مدوٍ في كل ما تولاه، بينما المغاربة يواصلون مواجهة تدهور الثقافة وأزمة الصحافة وغياب أي تحرك جاد لدعمهم.
■ كمال قروع

الرسالة موقع إخباري متنوع