وجدة: صلح فني يُوحّد الرؤى ويُشعِل أضواء السينما

■ يحيى بالي : صحيفة اكسبريس مكتب وجدة

شهدت مدينة وجدة، مساء أمس، لحظة إنسانية وفنية استثنائية خلال حفل افتتاح الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي للسينما والهجرة، عندما اعتلى كل من الأستاذ خالد سلي، رئيس جمعية سيني مغرب ومدير المهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة، والأستاذ عبد اللطيف الدريفي، رئيس جمعية التضامن للتنمية والهجرة ومدير المهرجان المنظم، خشبة المسرح في مشهد مؤثر ختم سنوات الخلاف بصلحٍ وعناق صادق أمام جمهور غفير من الفنانين والمهنيين والضيوف.

هذا التكريم الذي خصّت به جمعية التضامن للتنمية والكريمة الأستاذ خالد سلي حمل دلالات عميقة؛ فهو لم يكن مجرد التفاتة تقديرية، بل رسالة واضحة إلى أن العمل الثقافي الجاد لا يكتمل إلا بروح الأخوة وبالقلب الأبيض، وأن التنافس الشريف في المجال السينمائي يمكن أن يتحول إلى قيمة مضافة تخدم المدينة والجهة والفضاء المغاربي ككل.

المبادرتان، على اختلاف تيماتهما وتخصصهما، تشتغلان في إطار واحد وإلى هدف واحد: إشعاع مدينة وجدة وجهة الشرق باعتبارهما فضاءً مغاربياً منفتحاً على ثقافات المنطقة، لا فضاءً مغلقاً.

فالمهرجان المغاربي للفيلم يُعنى بالسينما المغاربية وقضاياها المشتركة، فيما يركز المهرجان الدولي للسينما والهجرة على الهجرة والتحولات الإنسانية المرتبطة بها. ورغم اختلاف الزوايا، فإن التقاطع كبير بين المبادرتين في ما يتعلق بتسويق وجدة كوجهة ثقافية وفنية عربية ودولية.

لقد أسهم هذان الرائدان في جعل عاصمة الشرق محجاً للفنانين والمخرجين من المغرب ومن مختلف الدول، ومركزاً لللقاءات ثقافية تُتابعها وسائل الإعلام الوطنية والدولية. وبفضلهما، تواصل وجدة ترسيخ حضورها كمدينة تُثمّن الإبداع وتحتضن التنوع الثقافي والفني.

هذا الصلح خطوة بالغة الأهمية، ليس فقط لتجاوز الخلاف السابق، بل لبناء مرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين مهرجانين يرفعان راية وجدة عالياً. وبروح الأخوة والتسامح والعمل المشترك، يفتح هذا الحدث صفحة جديدة في مسار السينما بجهة الشرق، ويُرسل رسالة أمل بأن الثقافة كانت وستظل جسراً للتواصل ووحدة الصف.

وشخصيا، كنت ابادر في اكثر من مرة إلى دعوة الطرفين إلى تجاوز ما يفرقهما وجمع الأخوين في لقاءات ثقافية، وكنت احاول تطييب الخواطر ودعوتهما إلى الاشتغال الجماعي كل من زاويته، وأعتقد أن هذا الصلح فرصة سانحة لتعزيز التعاون الثقافي والفني بين الرائدين، وتحقيق أهداف مشتركة تخدم مدينة وجدة وجهة الشرق.

وبهذه المناسبة، أتقدم بأحر التهاني للأستاذ خالد سلي والأستاذ عبد اللطيف الدريفي، على هذا الصلح الذي يكرس روح الأخوة والتسامح في العمل الثقافي، وأتمنى لهما مزيدا من النجاح والتوفيق في مسيرتهما الفنية.

شاهد أيضاً

غموض!!! رئيس جماعة تابع للنفوذ الترابي عمالة وجدة أنجاد يشتري عمارة بإسبانيا؟

قريبا ملف خاص عن الاموال من أين أتت؟ومن جرها إلى اسبانيا ؟

معلومات من DST تقود إلى توقيف سيدة في وجدة بتهمة النصب والاحتيال على الراغبين في الهجرة

بعد ورود مجموعة من الشكايات من ضحايا اتهموا المشتبه فيها بالاحتيال عليهم واستيلائها على مبالغ …

اترك تعليقاً