جمعتني اليوم بيروت … بالدكتور وعالم الأنثرپولوجيا الشهير عبد الله حمودي … وكانت فرصة لا تعوض لطرح أسئلة اللحظة على هذا العالم المغربي الذي درس في كبرى الجامعات الفرنسية والأمريكية … وفرصة لنقاش الوضع المغربي من خلال التركيز على موضوعين : التطبيع و الوضع السياسي الوطني والنضال المستمر من أجل الانتقال الديمقراطي وشروط هذا الانتقال وموقف الحزب الاشتراكي الموحد الداعي للملكية البرلمانية حيث يسود الملك ولا يحكم… ليعرج بعد ذلك لمناقشة الوضع العربي وفي قلبه قضيتين سؤال التفكك والالتحام العربي … وقضية فلسطين و ما خلفه طوفان الأقصى على المجتمعات الغربية عامة والمجتمع الأمريكي بصفة خاصة … وهنا لم يكن من الممكن عدم مناقشة الصدمة التي حققها “زهران ممداني” الفائز برئاسة بلدية نيويورك … وهنا كانت المفاجأة عندما أخبرني الأستاذ عبد الله أنه هو من كان له الدور الكبير في حضور والد زهران للولايات المتحدة الأمريكية للتدريس بها ومن ثم الاستقرار بها … وحكى عن علاقة الصداقة التي تجمعه بوالد زهران … ثم انتقلنا للنقاش العام حول أسباب وعوامل فوز زهران … ومن ساهم في هذا الفوز … ودور طوفان الأقصى بصفة خاصة والقضية الفلسطينية بصفة عامة في هذا الانتصار … والتحالفات الإثنية التي ساهمت هي الأخرى في تحقيقه … دون نسيان التوجهات الاشتراكية لزهران التي لعبت هي الأخرى دورا في هذا النصر … ثم ناقشنا ما بعد هذا النصر … ما هي التحولات المقبلة عليها الولايات المتحدة الأمريكية … وتحالفها مع الكيان الصهيوني ..
بصدق كان نقاشا أكثر من ممتع … استفدت الكثير من تحليلات هذا الهرم المغربي … الذي أنارت دراساته الأنثربولوجية الغرب … تحياتي العالية له … ولصموده … ولتشبثه بقيمه ومبادئه وأفكاره … نفتخر كثيرا أن ينجب الوطن مثل هؤلاء المفكرين … المثقفين الذين لم ينأوا بأنفسهم عن السياسة … وظلوا ملتصقين بهموم الوطن والشعب … ومع الأسف ما أقلهم … والدكتور عبد الله الحمودي واحد من هؤلاء الكبار …
■ جمال العسري

الرسالة موقع إخباري متنوع