الناظور بين تكثيف الحضور الأمني وغياب التوضيح الرسمي:قراءة في واقع المدينة…؟!

■ بولعيون محمد:

تشهد مدينة الناظور و نواحيها في الآونة الأخيرة حضورا أمنيا مكثفا وغير مسبوق,ا( تذكرنا باحداث 1984 )ثار تساؤلات متزايدة بين المواطنين ،سواء في العلن أو في الخفاء . فقد انتشرت عناصر الأمن بشكل لافت في مختلف شوارع المدينة ،وعلى الطرق المؤدية إليها من الجهات الأربع:شرقا ،غربا،شمالا،وجنوبا ،مع إقامة حواجز أمنية ومتاريس ثابتة في نقاط متعددة.ورغم أن الساكنة لا تعارض مبدأ الأمن ،بل تعتبره ضرورة لضمان الطمأنينة والاستقرار ،الا أن الشكل الذي اتخذته هذه الإجراءات الأمنية بدا للبعض مستفزا ومثيرا للقلق ،خاصة في ظل استمرار مظاهر الفوضى في عدد من الأحياء وانتشار مروجي المخدرات بأنواعها ،وعدم احترام قوانين السير ،مما يطرح علامات استفهام حول فعالية هذا الانزال الأمني في معالجة القضايا الحقيقية التي تؤرق المواطنين.في هذا السياق ،يستخضر البعض صورة رمزية من الحياة الريفية ،حيث كان الفلاحون ينصبون تماثيل من التبن على هيئة بشرية (تعرف محليا باسم “بواف”) لتخويف الطيور التي تهاجم محاصيلهم.هذه الصورة ،وان بدت بسيطة ،تعكس شعورا متناميا لدى بعض المواطنين بأن هذا الحضور الأمني المكثف قد يكون موجها اكثر نحو التخويف والردع النفسي ،لا نحو معالجة جوهرية للمشكلات الأمنية والاجتماعية.وقد أدى هذا الوضع إلى حالة من الانكماش والخوف لدى فئات من الساكنة ،حتى بات البعض يعاني من القلق المزمن ،في ظل غياب أي توضيح رسمي من الجهات المعنية حول أسباب هذا الانزال الأمني المكثف.ان الحق في المعلومة ليس ترفا ،بل هو حق دستوري واساسي ،ومن واجب المديرية العامة للأمن الوطني أن تقدم توضيحات شفافة للراي العام ،تضع حدا للتكهنات وتعيد الثقة بين المواطن و المؤسسة الأمنية.(فهناك من ذهب به خياله إلى أن هناك مناورات أمنية تجرى في مدينتنا) .في الختام ،لا يسعى هذا المقال إلى إصدار أحكام مسبقة او تبني فرضيات غير مؤكدة ،بل يدعو إلى الحوار والتواصل المؤسساتي ،ويؤكد أن الأمن الحقيقي لا يتحقق فقط بالحواجز والمتاريس ،بل أيضا بالثقة ،والوضوح ،والعدالةالاجتماعية،والمساواة وحقوق الانسان ومحاربة ممتهني إقتصاد الريع والفساد الإداري والمالي وتجار المخدرات والمضاربين العقاريين.

شاهد أيضاً

إِسْرَائِيلُ بَيْنَ الكُبْرَى وَالعُظْمَى.. آليات الاختراق الاسرائيلي وتبعاته

● بقلم: جَمَال مُتَوَلِّي الجَمَل . • نشاط الجاسوسية .خلال العقدين السابقين رأينا شبكات التجسس …

ما الذي يدفع شخصا نشأ في سياق غربي تهيمن عليها الرواية الإسرائيلية يركب سفينة محفوفة بالمخاطر دفاعا عن مظلومين لا تجمعهم بهم غير الإنسانية ؟

‎ ‎ طرحت هذا السؤال على أكثر من مشارك في سفينة “حنظلة”.‎بصيغة أدق كان السؤال: …

اترك تعليقاً