يبدو ان اقاليم عدة بجهة الشرق مدعوة لخوض تجارب احتجاجية طويلة الامد لتحقيق مطالبها، بعدما عم الصم آذان الجهات المسؤولة عن رغبات وتطلعات العديد من الفآت الشعبية… فبعد بوعرفة وجرادة، ها نحن اليوم أمام تجربة مدينة فجيج، والمناسبة الانتخابات الجزئية التي عرفتها المدينة اليوم 12 شتمبر 2024.
وحسب ما افادت به مصادر الجريدة من هناك، فقد اكسح مرشحوا الحراك النتائج في الدوائر 7 من الدوائر 13 المشكلة للدائرة التربية لمدينة فجيج، التي عرفت انتخابات جزئية بعدما تقدم 9 أعضاء من المجلس الجماعي للمدينة بطلبات استقالتهم خلال شهر ماي الماضي؛ مما أدخل المجلس في مرحلة من الغموض بعدها، قبل أن يتم اللجوء إلى تعيين لجنة لتسيير مجلس المدينة وتحديد موعد الانتخابات الجزئية عوضا عن الكلية كما كان منتظرا من قبل السكان.
وجاءت النتائج على الشكل التالي:
نذكر ان “حراك فجيج” متواصل بالمدينة لشهره الحادي عشر دون التوصل إلى حل مُرضٍ لسكان المدينة الذين كانوا خلال هذه المدة كلها على موعد مع أشكال نضالية مختلفة سعيا منهم إلى تحقيق مطلبهم المركزي، المتعلق أساسا بالانسحاب من مجموعة الجماعات الترابية “الشرق للتوزيع”.
وحسب مصادر مطلعة من عين المكان فإن النتائج جاءت بفواق مهولة بين مرشحي الحراك ومرشحي الاغلبية السابقة، كما ان أحزاب الاغلبية السابقة كانت قد عرفت صعوبة في ايجاد اشخاص يترشحون باسمها مما جعلها لا تدخل في المنافسة إلا من خلال ثلاث دوائر وهي الدائرة واحد (حصلت على 39 صوت مقابل 259 صوت لمرشح الحراك) والدائرة 10 (حصلت على 7 أصوات مقابل 132صوت لمرشح الحراك) والدائرة 12 (حصلت على 12 صوت مقابل 88 صوت لمرشح الحراك)…
وأضافت ذات المصادر ان ذلك شكل صفعة للذين كانوا يتهمون المعارضة السابقة بمشجعي الريع… كما أشارت الى ان أكبر خطأ ارتكب في فيجيج هو تغليط السلطة واجهزة الدولة حول الوضع الحقيقي للحراك وتشبث الساكنة الراسخ بفكرة الانسحاب من الشركة الجهوية الشرق للتوزيع…
مما يمكن اعتباره استفتاء شعبيا ومدنيا تشرف عليه الدولة من خلال حرصها على نزاهة نتائج الانتخابات لمعرفة التوجه العام بخصوص فكرة الانسحاب من الشركة الجهوية الشرق للتوزيع.
من جهة أخرى تعتبر هذه النتائج اعلانا رسميا وحضاريا من ساكنة المدينة مفاده أن الاحتجاج لن يتوقف إلا في حالة تفعيل مقترح الانسحاب.