إعلاميون مغاربة يطالبون بإنهاء التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط

لم تمض سوى أيام قليلة على حملة تنديد واسعة بـ “التطبيع الإعلامي مع الاحتلال الإسرائيلي”، وإطلاق عريضة توقيعات ونداء تضامني مع “الزملاء ضحايا العـدوان الإسرائيلي في غزة”، والذي بلغ عدد التوقيعات عليه في حينه 170 اسماً ينتمون للحقل الإعلامي المغربي، حتى أعلن ائتلاف “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع” عن تنظيم وقفة رمزية السبت المقبل 31 آب/ أغسطس أمام البرلمان في الرباط، وذلك من أجل “التنديد باستهداف الصحافيين والعدوان على غزة، والمطالبة بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي وطرد ممثليه”.
الوقفة المرتقبة لن تقتصر على الجسم الصحافي فقط، بل دعيت إليها كافة التنظيمات المدنية المناصرة للقضية الفلسطينية والمنددة بالعدوان الهمجي على غزة والتقتيل المستمر للشعب الفلسطيني، والتي تجسدت باستمرار من خلال مسيرات ووقفات وجمعات غضب وغيرها من مظاهر التضامن غير المشروط.
الصفحة الرسمية للائتلاف المذكور على فيسبوك، اعتلتها صورة أشبه باللافتة أوضحت موقف أعضائه بكل صراحة، وهو موقف المغاربة، إذ أكد في شعار أول أن “اغتيال الصحافيين هو قتل الحقيقة”، وأضاف شعار آخر: “من الرباط إلى غزة، كل التضامن مع الصحافيين الفلسطينيين”.
وتأتي الوقفة المذكورة على بعد أيام من الحملة المناهضة للتطبيع الإعلامي، في أعقاب وصول “ممثل الاحتلال” الذي “يحاول تجنيد صحافيين مغاربة لخدمة الأجندة الصهيونية في المنطقة وتبييض الكيان الصهيوني”، ويوضح الائتلاف أنه “مع ذلك لم يكن واقع الاحتلال أكثر وضوحاً من قبل، حيث تستمر المجازر منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في إطالة مأساة فلسطين التي بدأت مع النكبة عام 1948”.
وربط البيان الذي اطلعت عليه “القدس العربي”، بين محاولة تبييض وجه إسرائيل ومواصلة “جيش الاحتلال إعدام (أصوات الحقيقة) تنديداً بجرائمه”، وأحصى الائتلاف “عدد الشهداء بين زملائنا الصحافيين 168 شهيداً في قطاع غزة”.
وحسب البيان نفسه، فإن “هؤلاء محترفو معلومات كان سلاحهم القلم وعدسة الكاميرا والميكروفون، وكانت (خطيئتهم) الوحيدة هي تحمل المسؤولية بالوقوف مع المدنيين حتى يتمكنوا من نقل أصواتهم وقصصهم وهمومهم والتنديد بالانتهاكات التي يرتكبها مجرمي الحرب”.
وبعدما أكد البيان أن “الاحتلال الإسرائيلي أظهر دائماً عداءه لحرية التعبير والصحافة”، خلص إلى اعتبار أي تعاون مع إسرائيل واعتماد روايتها “عملاً منسجماً مع موقف جيش يرتكب جرائم حرب”، كما أنه “تواطؤ مع الاحتلال”.
وشدد البيان على أن “الشعب المغربي القوي بتاريخه ومبادئه ودعمه التاريخي لفلسطين بريء من هذه التصرفات، كما أن الهيئة الإعلامية المغربية الحرة بريئة من التطبيع الإعلامي الذي نراه ضمناً واضحاً في التستر على الحقيقة والتحريض على المزيد من المجازر وقتل الأبرياء”. وأعلن الائتلاف في بيانه لعموم الرأي العام المغربي “التأكيد على أن تطبيع وسائل الإعلام مع الاحتلال الصهيوني جريمة ضد الفلسطينيين والمغاربة والإنسانية”، كما حذر الصحافيين من خطأ الوقوع في فخ مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، ما سيجردهم من إنسانيتهم بتوسخ أيديهم بدماء الأطفال والضحايا الأبرياء، معتبراً “أن الاستجابة بشكل إيجابي لدعوة نائب مدير مكتب الاتصال الذي سبق له أن سب وأذل المغاربة هو إهانة لمشاعر الشعب المغربي الحر”، كما وجه الدعوة لـ “النقابة الوطنية للصحافة المغربية” إلى فضح ومعاقبة أي صحافي يقوم بدعاية سياسية أو إعلامية لصالح الاحتلال.
ولم يفت الائتلاف تجديد استنكاره “الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحافيين في غزة وفي جميع أنحاء فلسطين، وندين عمليات القتل التي استهدفت (أصوات الحقيقة)”، معرباً عن تضامنه “المطلق مع الهيئة الإعلامية الفلسطينية ومع شبكة الجزيرة الإعلامية التي فقدت ما لا يقل عن 7 صحافيين وموظفين منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
وبعد أن حذر من “خطر التسلل الصهيوني في الفضاء الإعلامي المغربي”، جدد الائتلاف طلبه بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب، وكذلك مكاتب التلفزيون الإسرائيلي في الرباط ومراكش.

شاهد أيضاً

تقييم محمد العوني لهزالة حصيلة تفعيل الحق في الحصول على المعلومات

تصريحات لهسبريس نشرت تحت عنوان “يوم الانتفاع بالمعلومات يطرح تفعيل القانون… بالمغرب”بمناسبة ” اليوم الدولي …

الصحافة. فين غادية ؟!

الصحافة كا تعاني وكا تموت.. لا مضمون زين.. لا صحافيين أكفاء .. لا فلوس مقادة …

اترك تعليقاً