- قبل أن أتكلم عن الرد الإيراني سأروي قصة تشرح ما يحصل اليوم .. و قد سمعتها من أبي -رحمه الله- عن فنون وأساليب أخذ الثائر من الخصم :
يحكى أن طبيبا للوالي كان بارعا في عمله يعمل معه صبيا فقيرا يحمل له الحقيبة وأدوات التطبيب ويتعلم منه فن الطب والعلاج وكان ذكيا جدا.
وفي يوم ما صرخ الوالي من ألم في رأسه وأغشي عليه فستدعوا الطبيب ومساعده ليقرر الطبيب أن يفتح جمجمة الوالي لكشف السبب.
فعلا وجد حشرة أم الأربعة والأربعين مستقرة في غشاء الدماغ وأراد أن يشق غشاء الدماغ ويستخرجها لكن مساعده فاجئه بقوله ( بالنار يا حمار ).
توقف الطبيب وطلب من مساعده أن يشرح له الطريقة فقال له المساعد قرب النار من الحشرة سوف تشعر بها وتحاول الابتعاد عن مصدرها وهي تعرف طريق دخولها لذلك سوف تخرج منه دون الحاجة لشق غشاء الدماغ وإفساد عقل الوالي،
وفعلا فعلوا ذلك وخرجت الحشرة من إذن الوالي وبعد مدة استعاد الولي صحته وأمر بمكافئة الطبيب ومساعده.
لكن الطبيب لم ينس كلمات مساعده له وهو يحاول شق دماغ الوالي لذلك قال له لا يمكننا أن نكون معا في هذه الدنيا و بعد الآن إما أن أقتلك أو تقتلني وليكن القتل رحيما بلا دم.
وكانت البداية للطبيب لينفذ قتل مساعده وحدد موعدا ليوم التنفيذ.
وفي يوم التنفيذ أوصى المساعد أمه انه إذا جلبوه لها مزرقا و محمولا فعليها أن تشرح كل جسمه بالموس وتدهنه بالعسل والحليب ودبس التمر وتلقيه في مزابل القرية، ثم ذهب ليلاقي مصيره حيث وضع له الطبيب أقوى أنواع السم لقتله في الشراب.
وعندما شرب المساعد أزرق وجهه وسقط أرضا ،أمر الطبيب حراس الوالي أن يرسلوه إلى أمه فلما وصل الجثمان إلى الأم فعلت ما أمرها به ولدها وألقته في مزابل القرية بعد تشريح جسمه ودهنه بالعسل والدبس والحليب الذي اختلط بالدم.
و ظلت تنظر إليه حزينة حيث تجمع عليه أسراب من الذباب يأكل من هذا الخليط ويسقط ميتا،ظل المساعد على هذه الحالة يومين حتى استفاق بعد ان سحب الذباب كل السم من جسده وأكمل علاجه عند أمه حتى شفي تماما بعد شهر من شرب السم.
كان الطبيب يظن أن مساعده قد مات ولكنه دُهِشَ عند دخوله عليه بعد شهر من الحادث، قال له كيف نجوت من أقوى سم على وجه الأرض فشرح له المساعد طريقة الشفاء من السم وقال له حان دوري أن أسقيك بطريقتي الخاصة وموعدنا بعد أسبوع.
ظل الطبيب يفكر بالطريقة التي تخلصه من أدوية وسموم مساعده و عندما جاء الموعد قال له المساعد ربما نؤجل الأمر إلى أسبوع آخر فقد كشفت سما أقوى من السم السابق و ظل المساعد يؤجل الموعد تلو الموعد والطبيب تسوء حالته من الخوف والتفكير والرعب -يوما بعد يوم- فترك عمله و قل أكله وزشربه و أخذ الهزل جسمه حتى مات من الهم والغم.
لذلك دولة كالجمهورية الإسلامية لن ترد ردا عاديا على اغتيال إسماعيل هنية على أرضها من قبل الصهاينة ولن تعطي موعدا محددا للرد وان كل يوم تأخير يدخل الكيان المحتل في هم و غم … فكل مطاراته مغلقة وتجارته راكدة ورعاياه خائفون يكنزون المواد الغذائية في بيوتهم تحسبا للهجوم،
وان خسارة الكيان المالية تكبر -يوما بعد يوم- وهم ينتظرون الرد حتى تعود حياتهم طبيعية كما كانت.
إيران ليست كصدام عندما يستفزونه يهاجم فورا ويخسر كل شيء كما فعلها عندما غزا الكويت وفتح أبواب الاحتلال الأمريكي للمنطقة وشرع لدخول القوات الأجنبية إلى الشرق الأوسط لتتحكم بموارد الدول العربية وتضع عليها الشروط.
ايران لن ترد خارج الأطر القانونية ولن تعطي للاخرين فرصة ليتحالفوا ضدها كما فعلوا في العراق و افغانستان وسوف يكون ردها غير متوقع لا موعدا ولا حجما وضمن حدود القوانيين الدولية للدفاع عن النفس.
حفظ الله الاسلام وجمهوريته
وهلك الله الصهاينة المجرمين