صدى 25 _ بقلم :عبد العزيز حيون
أصبحت التقليعة (الموضة) في الشهور الأخيرة ،خاصة بعد مشاركة جزر القُمر في نهائيات كأس العرب بقطر و نهائيات كأس أمم إفريقيا التي يستضيفها المغرب ،أن ننطق اسم الدولة العربية/الأفريقية “جزر القمر” بشكل غير صحيح بإصرار ،وكأن ذلك هو الصحيح ،ومن نطق بغير ذلك وكأنه ارتكب خطأ .
والملاحظ أن صحافيي القنوات العربية المشرقية هي التي أطلقت هذه الموضة في نطق اسم البلد بوضع الفتحة فوق القاف ،وتبعتها في ذلك القنوات والإذاعات المغربية في ذلك ،فيما كان النطق الصحيح الذي ينطق به أهل البلد وكما اعتاد عليه المغاربة منذ عقود من الزمن هو وضع الضمة فوق القاف والميم .
مع العلم أن اسم البلد لا علاقة له بالقَمَر ،الجرم السماوي الطبيعي التابع للأرض والذي هو أقرب وألمع جسم في السماء بعد الشمس،بل تسمية البلد ،الذي تربطه علاقة وطيدة بالمملكة المغربية وحضره رئيسه ،غزالي عثماني ،حفل ومباراة افتتاح كأس أمم أفريقيا ،مشتق من اسم طير نادر يسمى(القُمُري) والجمع هو (القُمُر).
وهذه التسمية ،أي جزر القُمُر أول من أطلقها الرحالة العرب من شرق الجزيرة العربية الذين كانت تربطهم علاقات تجارية وإنسانية مع أهل هذه المنطقة التي تضم ثلاث جزر مستقلة والواقعة في المحيط الهندي على مقربة من الساحل الشرقي لأفريقيا ،القريبة من دول موزمبيق وتنزانيا ومدغشقر وسيشل.
و نُطق اسم الدولة باعتماد الفتحة لا يمت الى الحقيقة اللغوية بصلة ولا يعدو أن يكون محاكاة لنطق صحافيي وأحيانا سياسيي المشرق العربي ،فيما كنا نحن المغاربة نضع الضمة فوق القاف والميم منذ أن برز اهتمامنا بهذه المنطقة ..ومن تم لا بد من التأكيد على أن اللغة العربية التي ينطق بها المغاربة لغة أَسلَم من اللغة العربية التي ينطق بها المشارقة من العرب وعلينا أن نفتخر بذلك ،ولا أدل على ذلك اللغة السليمة لفقهائنا وأدبائنا وطلبتنا وإعلاميينا وغيرهم ،وهو ما نقف عليه يوميا عبر وسائل الإعلام وفي الندوات واللقاءات و..
والحقيقة أن المغاربة عامة أفصح من مَن ينطق بلغة الضاد بنطق سليم جدا ، كما أن المواطن المغربي ورغم أنه متعدد اللغات فهو يحافظ على العربية ،نطقا وكتابة وشكلا ، كلغة تراث وهوية وثقافة ودين، رغم التحديات اللغوية المعاصرة …
وحتى الدارجة المغربية هي أقرب إلى العربية الفصحى مقارنة بلهجات أخرى في مختلف الدول العربية مع استثناءات قليلة وبسيطة ، وهي التي حافظت على أكبر عدد من الكلمات من العربية الفصحى القديمة…
الرسالة موقع إخباري متنوع