تتابع الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بقلق بالغ وأسًى شديد ما يتعرّض له الشعب السوداني الشقيق من مآسٍ إنسانية مروّعة، ودمار شامل خلّفته الحرب المستعرة بين الفصائل المتنازعة، والتي حوّلت مدن السودان إلى ركام وأنقاض، وخلّفت وراءها آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء، معظمهم من النساء والأطفال.
لقد تجاوزت المأساة حدود الصراع العسكري لتصبح كارثة إنسانية بكل المقاييس: قتلٌ ممنهج، واغتصابات، وتهجير قسري، وانهيار تام للخدمات الأساسية، ومجاعة تُهدّد الملايين من السكان الذين يعيشون في ظروف لا تليق بالكرامة الإنسانية.
كما تتواصل الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، من قصفٍ عشوائيٍّ للمناطق السكنية، واعتداءات على المستشفيات ودور العبادة، وعمليات نهبٍ واعتقالٍ تعسّفي، في ظل صمت دولي مخزٍ وعجز أممي فاضح عن حماية المدنيين ووضع حدٍّ لهذه المأساة.
وإذ تعبّر الهيئة عن تضامنها الكامل مع الشعب السوداني المنكوب، فإنها تُدين بشدة هذه الجرائم الممنهجة التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتدعو إلى تحقيق عاجل ومحايد ومحاسبة المسؤولين عنها، كما تطالب بفتح الممرات الإنسانية لتسهيل وصول الغذاء والدواء والإغاثة للمدنيين العالقين في مناطق النزاع.
وفي هذا السياق، تحذّر الهيئة من الأيادي الخارجية التي تسعى إلى تأجيج الصراع واستغلال معاناة السودانيين خدمةً لأجنداتٍ خفية ومصالحَ اقتصادية وأمنية مشبوهة، وعلى رأسها بعض الأنظمة الإقليمية التي وُجّهت إليها اتهامات موثّقة بدعم وتسليح أطرافٍ متمرّدة، إلى جانب الدعم الأمريكي الذي يتّسم بالازدواجية ويغذّي استمرار الحرب بمواقف غير متوازنة.
كما لا يُستبعد – في ضوء ما هو معلوم من دور الكيان الص.هيوني في تمزيق دول المنطقة وزعزعة استقرارها – أن تكون له مصلحة في استمرار الفوضى بالسودان، لما يمثّله من موقعٍ استراتيجيٍّ متّصلٍ بملفات المياه والبحر الأحمر والأمن الإقليمي.
وتؤكّد الهيئة أنّ كلّ دعم خارجي يسهم في إطالة أمد الحرب وتفكيك السودان يُعدّ خيانةً لحقّ الشعوب في السلم والسيادة والكرامة، وأنّ الشعب السوداني وحده هو الأقدر على رسم مستقبله بعيداً عن التدخلات الأجنبية.
إنّ الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وهي تُتابع هذا الوضع المأساوي، تدعو القوى الوطنية السودانية إلى تغليب منطق الحكمة والحوار، وإلى التوحّد حول مشروع وطني جامع يوقف نزيف الدم ويعيد للسودان أمنه ووحدته واستقلال قراره.
كما تدعو الهيئات المدنية والحقوقية والإسلامية في الوطن العربي والإسلامي إلى التحرّك العاجل تضامناً مع الشعب السوداني، والتنديد بكل الأطراف التي تساهم في استمرار هذه الحرب العبثية.
وختاماً، تؤكّد الهيئة أن ما يجري في السودان ليس حادثاً معزولاً، بل حلقة جديدة في مسلسل تفكيك الأوطان العربية والإسلامية، مما يستدعي وقفة أممية صادقة من كل الأحرار لمواجهة مشاريع الهيمنة والتقسيم، واستنهاض طاقات الأمة لاستعادة كرامتها ووحدتها واستقلالها.
عن الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة
الأربعاء 29 أكتوبر 2025

 الرسالة موقع إخباري متنوع
الرسالة موقع إخباري متنوع
				 
			 
		 
						
					 
						
					 
						
					 
					
				