في تصريح حصري ومؤثر لـ”فاس نيوز”، كشف مصدر مسؤول من داخل إحدى الإدارات العمومية الحيوية بجهة فاس-مكناس، عن واقع “كارثي” لظروف العمل وبناية الإدارة، واصفاً إياها بـ “بيئة لا تليق بكرامة الموظف والإنسان في العصر الحديث”.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، بنبرة يمتزج فيها الأسف بالغضب: “من غير المعقول أن تكون هذه هي واجهة واحدة من الإدارات التي تدر مداخيل هامة على الدولة. جميع مرافق الإدارة، من مكاتب وأرشيف ومرافق صحية، في حالة اهتراء متقدمة. بنايتنا ليست أثرية تاريخية فنعتز بقدمها، وليست حديثة وعصرية فنفتخر بوظيفتها، بل هي بكل بساطة مرفق مهترئ ومتهالك”.
وأضاف المتحدث أن هذا الوضع المهين للموظفين وللمواطنين الذين يقصدون الإدارة لقضاء أغراضهم، يتناقض بشكل صارخ مع المداخيل المالية الضخمة التي توفرها هذه الإدارة لخزينة الدولة سنوياً، بفضل تدبيرها لمحفظة ممتلكات واسعة ومهمة.
وتتجلى مظاهر هذا الاهتراء، بحسب المصدر، في:
- بنية متهالكة: جدران متشققة، طلاء متقشر، وأثاث مكتبي قديم ومكسر.
- تجهيزات متقادمة: حواسيب بطيئة وبرامج غير محدثة تعرقل سير العمل وتزيد من معاناة الموظفين.
- أرشيف في خطر: تكدس للوثائق والملفات المهمة، والتي قد يكون بعضها تاريخياً، في ظروف سيئة تفتقر لأبسط شروط الحفظ والسلامة.
وختم المصدر تصريحه بتوجيه نداء عاجل إلى المسؤولين في الإدارة المركزية بالرباط والوزارة الوصية على القطاع، للتدخل شخصياً والوقوف على حقيقة الوضع. وطالب بضرورة تخصيص ميزانية استعجالية لإعادة تأهيل شاملة لمقر هذه الإدارة الحيوية بفاس، بما يحفظ كرامة الموظفين، ويحسن من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، ويعكس الصورة الحقيقية لمؤسسات الدولة.
عن موقع: فاس نيوز