الدروة 24/ متابعة عزيز كروج
بات القلق شبحًا يخيم على الأجواء التعليمية في مدينة وجدة. فبين أسوار المؤسسات التعليمية وخارجها، يعاني التلاميذ والأساتذة من شعور متزايد بانعدام الأمن. لم يعد التلميذ يخطو بثقة نحو مستقبله، ولا الأستاذ يقف بشموخ في محراب العلم، بل أصبح كلاهما عرضة لمخاطر تهدد سلامتهم الجسدية والنفسية.
إن ما نراه اليوم من مظاهر الانفلات الأمني في محيط المؤسسات التعليمية وداخلها يعد ناقوس خطر يدق بشدة. حوادث العنف والتحرش، بالإضافة إلى انتشار السلوكيات المنحرفة، باتت تقض مضاجع الآباء والأمهات الذين يعيشون رعبًا حقيقيًا على فلذات أكبادهم. كيف يمكننا أن نأمن على أبنائنا وهم يتوجهون إلى أماكن يفترض أن تكون حصنًا للعلم والمعرفة، ثم نراهم يعودون محملين بالخوف والقلق؟
من هذا المنبر الإعلامي، نناشد كل جهة معنية بتحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية. نوجه صرخة مدوية إلى الأمن الوطني والدرك الملكي ووزارة التربية الوطنية، مطالبين بتدخل فوري وعاجل لوضع حد لهذا التدهور الخطير. لم يعد مقبولًا هذا الصمت المطبق وهذا التراخي الذي يهدد مستقبل أجيالنا.
إن مراجعة القوانين المؤسسية باتت ضرورة ملحة، لكي تتضمن آليات واضحة وصارمة لضمان أمن وسلامة جميع أفراد المنظومة التعليمية. يجب تفعيل دور الحراسة، وتعزيز التوعية، وتطبيق العقوبات على كل من تسول له نفسه العبث بأمن مؤسساتنا وحياة أبنائنا.
رسالتنا واضحة وصريحة: لا نقبل بمؤسسات تعليمية غير آمنة. نطالب بحق أبنائنا في بيئة تعليمية سليمة ومحمية، ينعمون فيها بالأمن والطمأنينة ليتمكنوا من التركيز على تحصيل العلم والمعرفة. إن مستقبل وجدة ومستقبل الوطن بأكمله مرهون بسلامة وأمن أجيالنا الصاعدة. فهل ستستجيب الجهات المعنية لهذه الصرخة قبل فوات الأوان؟