1- عند سفر بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب، فإن بعض القضايا الإقليمية المهمة التي يمكن أن تؤثر على المعادلات غير المستقرة في هذه المنطقة تنطوي على تحديات خطيرة وحساسة.
قضايا مثل:
أ_ كيفية إنهاء الحرب في غزة بشكل دائم.
بكذلك إطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين. تالملف النووي الإيراني، وتحديد مهمة مشروع التطبيع بين تل أبيب والرياض.
2- أن فكرة ترامب غير عادية ومثيرة للغاية وصادمة: حيث ينوي سيطرة الولايات المتحدة على غزة، وإعادة إعمار المنطقة، وإفراغ القطاع من الفلسطينيين.
ويرى مراقبون أن مقترح ترامب المزعوم بسحب الفلسطينيين من غزة وتوطينهم في دول مثل مصر والأردن، يمكن تفسيره في إطار أجندة الرئيس. أجندة شخصية غير متوقعة وسياساتها قد تكون مكلفة.
3- لقد نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالا زعمت فيه أن فكرة دونالد ترامب المثيرة للجدل بشأن مصير غزة، زعزعت افتراضات تشكيل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، ولم تفعل سوى تأجيج التوترات الإقليمية. واستنادا إلى فكرة ترامب المثيرة للجدل، يزعم مجموعة من المراقبين أن الدعم الشعبي بين العرب والإسرائيليين لتشكيل دول (فكرة الدولتين) تراجع بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
ومع ذلك، لا يزال اقتراح ترامب يعتبر غير واقعي من قبل الدول العربية والمواطنين الإسرائيليين على حد سواء.
وهذا الاقتراح من شأنه أن يمهد الطريق لعدم الاستقرار في دول مثل مصر والأردن، التي تقع على حدود تل أبيب.
4- كما انه هناك قلق جدي من أن أي تغيير في النهج المنطقي الرامي إلى حل الصراع بين فلسطين وإسرائيل قد يكون له عواقب أوسع نطاقا، وبطبيعة الحال، أكثر تدميرا للاستقرار الإقليمي.
5- إن فكرة ترامب المثيرة للجدل بشأن غزة وخطته لانسحاب الفلسطينيين من هذا الشريط الضيق أثارت العديد من الأسئلة.
■ هل تجبر الولايات المتحدة الفلسطينيين على الخروج من غزة؟ أم أن السؤال المطروح هو هل سيتم نشر قوات أميركية في هذا الشريط الضيق للقضاء على بقايا حماس التي لا تزال موجودة في غزة؟)
■ السؤال الأهم هو ماذا ستفعل مصر والأردن وغيرهما من الدول مع تدفق اللاجئين الجدد؟
■ فهل ستصبح هذه البلدان ببساطة مجرد بلدان محصورة في معسكرات خالية من الحقوق المدنية وبفرص اقتصادية محدودة؟
7- أن مقترحات ترامب بشأن غزة تعمل بشكل واضح على صرف الانتباه عن القضايا المهمة التي تتشكل بالنسبة لإسرائيل والمنطقة.
وقال تشاك فريلاتش، نائب مستشار الأمن القومي السابق لإسرائيل وكبير زملاء معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، للصحيفة: “ترامب هو مُخرب رئيسي”. “إن الاضطراب قد يؤدي إلى نتائج كارثية ، ولكن في الوقت نفسه لديه القدرة على أن يكون كارثيا ومدمرا.”
8- كما زعمت صحيفة نيويورك تايمز، في معرض نشرها ملاحظة تشير إلى هوامش خطة ترامب المثيرة للجدل، أن الرئيس الأميركي شرح خطته، الثلاثاء، بعد اجتماعه مع نتنياهو. ويقول إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة.
وأضاف الرئيس الأميركي:
“أعتزم أن أكون مالكا لهذا الجدار على المدى الطويل، وأرى هذه الملكية كعامل في خلق الاستقرار في ذلك الجزء من الشرق الأوسط وربما في الشرق الأوسط بأكمله”.
في حين يرى بعض المحللين أنه حتى في الأراضي المحتلة، فإن فكرة ترحيل الفلسطينيين من غزة كانت تعتبر منذ فترة طويلة اقتراحا هامشيا ومدمرا، وتم تأطيرها كفكرة متطرفة، إلى الحد الذي تم فيه حظر حزب يميني متطرف أسسه الحاخام الأميركي المولد مائير كوهانا في السابق بسبب تركيزه على الفكرة المثيرة للجدل والتأكيد على طرد الفلسطينيين.
9- أن هذا الاقتراح جاء في وقت حساس، في خضم المفاوضات بين إسرائيل وحماس، حيث يتواجد الجانبان حاليا في خضم وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما بهدف وقف القتال. وقف إطلاق النار الذي يركز على إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا، تم بالفعل إطلاق سراح 13 منهم، إلى جانب 5 مواطنين تايلانديين.
فما زال هناك أكثر من 75 شخصاً في غزة.
10- كانت إسرائيل وحماس تخططان لعقد جولة جديدة من المحادثات هذا الأسبوع، قبل رحلة نتنياهو إلى واشنطن، في بداية المرحلة الثانية من المحادثات، والتي ستشمل إنهاء الحرب وإعادة كل الرهائن المتبقين، أحياء وأمواتا.
لكن نتنياهو أرجأ هذه المسألة إلى ما بعد اجتماعه مع ترامب.
وخلال لقاءه مع نظيره الأميركي، قال ترامب في مؤتمرهما الصحفي المشترك: “نحن ندخل المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، نريد إعادة جميع الرهائن إلى ديارهم”.
11- تأتي هذه الاحتمالات في وقت لا تزال فيه إسرائيل في وضع حساس بسبب مواجهتها مع إيران، إذ ترسخ في أذهانها هذا الحساب المزعوم بأن طهران أصبحت في وضع حيث أنها تحت تأثير الصراعات الأخيرة في المنطقة والحرب بين إسرائيل وحماس، وفي الوقت نفسه حزب الله، تركز على زيادة قدراتها الرادعة.