“سيدات 18-” فيلم يسلط الضوء على ظاهرة زواج القاصرات

تتناول المخرجة عتيقة العاقل، في فيلمها القصير “سيدات 18-“، ظاهرة تزويج القاصرات، الذي لا يزال سائداً في المجتمع المغربي، برغم عدم قانونيته .

في إطار الأيام الأممية 16 يوماً لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، عرضت جمعية نعمة للتنمية بتنسيق مع الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب فيلما قصيرا “سيدات 18-” من اخراج عتيقة العاقل الذي يطرح ظاهرة تزويج القاصرات في المجتمع المغربي.
سلطت فاعلات حقوقيات ومهتمين ومهتمات بالمجال الفني في لقاء تواصلي، نظم أمس الإثنين 9 دجنبر الفيلم يحكي قصة طفلة صغيرة، تعرضت للتزويج القسري في سن مبكر، فحرمت من حقوقها الأساسية كالتعليم واللعب وتوقيت الزواج.

وتظهر المشاهد الأولى للفيلم بطلة القصة وهي تتزوج من رجل يكبرها سناً، وبعد توالي الأحداث تظهر وهي تصرخ نتيجة المخاض لتنجب طفلاً.

وفي مشاهد أخرى تظهر الطفلة وهي تحمل صغيرها، وتخرج خارج المنزل، حيث تلعب مجموعة من الطفلات، فتضع طفلها أرضاً وتبدأ في اللعب معهن، لكنها نتيجة المجهود الذي بذلته أثناء اللعب تصاب بنزيف، مما يؤدي إلى وفاتها.

وقالت مخرجة فيلم “سيدات-18” عتيقة العاقل إنها سعيدة بعرض فيلمها خلال هذه الفترة لأنه يتناول قضية في غاية الأهمية، ألا وهي تزويج القاصرات، التي ينبغي لصناع السينما والمجتمع المدني العمل معاً من أجل التوعية بخطورته على الفتيات والمجتمع.

وأوضحت أن الفيلم يتناول مشكلة اجتماعية من الضروري الانتباه لها، لأنها تدمر براءة وحرية الطفلات، مشيرةً إلى أن هذا العمل السينمائي، يهدف إلى تعزيز الوعي بأضرار تزويج القاصرات.

ودعت في هذا الصدد إلى محاربة ظاهرة تزويج القاصرات، وتغيير الصور النمطية ونظرة المجتمع ومناهضة العنف ضد النساء والفتيات.

وعن دور السينما في خدمة قضايا المرأة نوهت إلى أن الصورة السينمائية لديها أهمية في المجال السمعي البصري، فمن خلالها يمكن إيصال العديد من الرسائل بطريقة سلسة “الفن بات اليوم آلية من آليات الدفاع عن حقوق النساء والفتيات، كما وأنه يساهم في توعية المتلقي”.

وأضافت أن الفنون قادرة على التعبير عن قضايا المرأة وأعمالها، لكون الفن هو العنصر الوحيد الذي له القدرة على إيصال الفكرة للمتلقي بأوجه مختلفة ومتعددة والتأثير فيه.

وحول ما الذي أضافه فوز فيلمها “سيدات 18-” بالجائزة الأولى للفيلم الروائي للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان الذي أقيم أخيراً لمدينة فاس، أشارت إلى أنه حافز لها للعمل أكثر على المواضيع التي تعالج قضايا حقوق الإنسان والحقوق الإنسانية للنساء، لافتةً إلى أن العمل على هذا النوع من الأعمال هو نوع من النضال بطريقة مختلفة.

ومن جانبها قالت الحقوقية ورئيسة جمعية نعمة للتنمية حفيظة بنصالح أن فيلم “سيدات 18- ” يكشف استمرار ظاهرة تزويج القاصرات في المجتمع المغربي، والذي لا زال سائداً بالرغم من عدم قانونيته، ودعت إلى إلغائه لأنه لم يعد يتماشى مع العصر الذي نعيش فيه اليوم وذلك لأن الطفلات مكانهن المدرسة وليس الزواج أو العمل.

وأوضحت أن تزويج القاصرات يؤثر على التنمية وتقدم المجتمع، مبرزة أن الجيل الجديد من السينمائيين والسينمائيات المغاربة يحملن هم الدفاع عن القضايا الأساسية للنساء والفتيات مثل زواج القاصرات والهدر المدرسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

ولفتت إلى أن السينما اليوم باتت آلية من آليات الدفاع عن حقوق النساء وأداة فعالة لمحاربة العنف والتمييز وتغيير السلوكيات ومناهضة الصور النمطية للنساء، والمساعدة في إحداث التغيير سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي والثقافي.

شاهد أيضاً

الجمعية المتوسطية الأفريقية للثقافة والفنون بالمضيق تنفح على العالم القروي احتفالاً بعيد العرش المجيد

ما أن وصلنا الى بيت قاعة الطالبة، ومن فوقها راية الوطن ترفرف تزين المكان، لم …

البيت : نص نثري لمحمود درويش

“البيت يعني لي الجلوس مع النفس ومع الكتب ومع الموسيقى ومع الورق الأبيض. البيت هو …

اترك تعليقاً