منشور رئيس المجلس العلمي لفكيك المعفى من منصبه عن “إبادة غزة”


هوية بريس – محمد بنعلي

كلنا متواطئون على إبادة غزة:
أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، من عربٍ وغيرهم.. لقد بلغت الإبادةُ في غزّةً حدّاً لا يوصفُ، وأصبحْنا شركاء في كبيرةِ إبادة غزة، وإنها لكبيرةٌ تساوي قتلَ النفسِ عمداً، ومن يقتل مومنا متعمداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب اللهُ عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً.. لست أدري أيَّ إسلامٍ نعيشُه في هذه الظروفِ علماءَ وحكّاماً وشعوباً؟؟!
نحن أحطُّ وأقسى وأفظعُ من أعداءِ محمدٍ صلى الله عليه وسلّمَ الذين تحرك رحمهم فنقضوا صحيفةً تجويعِ آلِ محمدٍ الظالمة، وأدخلوا لهم الماء والطعام.. لا تتحججوا بالنظام العالمي بل تحججوا بالدين الإسلاميِّ وحده، تحجّجوا بالقرآن والسنّة.. نحن شركاءِ في قتلِ أهلِ غزة عن عمدٍ وسبقِ إصرارٍ.. إلا أنّ المسؤوليّةَ الأولى أحملُها العلماءَ قبل الحكّامِ وقبل الشعوب:
فالعلماءُ ليسوا مجرّدَ معلمين للوضوءِ والصلاة، وإنما هم مشاعلُ هدايةٍ حين تتنكّبُ الأمة عن طريقِ اللهِ، أمانتُهم الأولى هي التبليغ والبيانُ، وخاصةً بيانً ما يجعل من المسلمين أمةً واحدةً، لكن علماء هذا الزمان اختاروا الخوضَ في النوافل بينما الواجبُ العيْنيُّ الأولُ الآن هو نصرةُ المظلومين في غزّةَ وردُّ الظلم عنهم.. وأيُّ ظلْمٍ أفدحُ وأفظعُ وألْعنُ من تجويعِ شعبٍ بأكملِه وهم وينظرون ويسمعون؟
كلهم بين غافلٍ وساكتٍ ومشغول بالمواضيع الفرعيّةِ ومبرِّرٍ لقراراتِ أسياده إلا قلّةً نادرةً من الشرفاءِ كفضيلة مفتي سلطنةِ عمان سيدي أحمد الخليلي أبقى الله بركته.. العالمُ ليس موظفاً عند أحدٍ، مهمّةُ العالِم حدَّدَها الرسول عليه السلام في البيان والتبليغ، وصفتُه حدّدَها الحقُّ سبحانه من فوقِ سبعِ سماوات فقال: “الذين يبلغون رسالاتِ الله ويخشونه، ولا يخشوْن أحداً إلا اللهَ“.
رحم الله زماناً كان لنا علماءُ تحدّوْا جبروتَ الحكّامَ ووقفوا في وجوههم كما أُمِروا: أتذكرون سعيد بن جبير الذي واجه الحجّاج ببسالة حتى قتلَه؟ أتذكرون العز بن عبد السلام الذي باع الأمراء في سوق النخاسة لأنهم استولوا على الحكم بلا شرعية؟ أتذكرون إمامنا مالكاً الذي واجه الرشيد؟ أتذكرون..؟ أتذكرون..؟
وكأني بعلماءِ هذا الزمن النتن أخذوا العبرةَ من قتلِ أو سجن نظرائهم في بعضِ الدول، فآثروا سلامةَ البدنِ تحت ذرائعَ واهيةٍ كفقه الموازنات ودرءِ المفاسد، وكأنهم يجهلون أنْ لا مفسدةَ أمقتُ عند الله من السكوتِ على إبادةِ شعبٍ مسلمٍ. كيفَ كنتم تشرحون للناسِ يا علماءَ السوءِ حديثَه عليه السلام: “المسلم أخو المسلِم لا يظلِمُه ولا يُسلِمه” وحديثه: “المومن للمومن كالبنيان…” أم أن أهل غزةَ ليسوا مومنين؟!
أيها العلماءُ أنتم كالأنبياءِ في غيابِ الأنبياء، كلفكم عليه السلامِ بتبليغ ما يبني أمّةً قويّةً متآلفةً مسدَّدةً منتجةً، فآلتْ بنا توجيهاتكم الرشيدة وشجاعتكم النادرة وقيامكم بالحقِّ إلى أمةٍ منكسرةٍ مشتتةً ذليلةٍ منخورةٍ.. فخنتم الأمانةَ، وآثرتم الحياة الدنيا..
فسلامي لأصحابِ الأصواتِ الحرّة الذين لا زالوا يصدعون بما أُمِروا، يحذِرون الحكّام من غضبِ الله، ويذكِّرونهم بمآلهم المخزي يوم القيامة، دون مواربةٍ ولا تردّدٍ، غير مهتمين بحصارِهم وإقصائهم وتخوينهم، فهؤلاء على قلتهم هم رئاتُنا التي نتنفّسُ بها رغم شحِّ الهواءِ النقيِّ في أجواءِ الدولِ الإسلاميّةِ:
إخوانُنا بِغـزَّ يُـذبحـــونــــــــــا* فبئسَ ما عليه المسلمونـــــــــــــا فكلُّ من يُسْلم أخاً أو يخذُلُـــهْ*
برئَ منـه ربُّـه ورُسُــلُــــــــــــــــهْ
أولهم عُـلَـما سـوءٍ كثُـــــــروا* عدا قليلٍ أزروا ونصَــــــــــــــروا ما بيننا من عالمٍ ربّـــانــــــي*
يصدعُ بالحق بـلا تَـــــــــــــــــوانِ
أليْسَ من وصيَّـةُ الرحمــــــــانِ* حسبُكَ يا عبْدِيَ أن تخشــــاني؟! فإن خشيتَ غيري صرت عبدا*
له ولم تصُنْ لأمري عهْــــــــــدا
يا علماءَ المسلمين استدركـــوا* ما فاتكُــــمْ وإلا فَهْـوَ الـــــــدَّرَكُ فحذِّروا الحكّـامَ مما يفعلـــــون*
بأهل غــــزّةَ وماذا يمكـــــــرون
وحذِّروهـم من ولاءِ الكفـرهْ* فهم أذلُّ من بُـرازِ حشَـــــــــــــــرهْ فربّنا لعنهم وحطَّــهــــــــــم*
فكيفَ أنتم ترفعون قدرَهـــــــــــم؟!
أين سُلطانُ العُلَما وما فعلْ* وابنُ جبيْرٍ والمسيِّبُ البطــــــــــل؟! ما بالُكم لا تفعلــون مثلهـم*
وتنهجـون في البيـان نهجَهُــــــــــمْ؟!
فما يقولُ منكمْ من يحابـي* يوم يقوم الناسُ للحســــــــــــــــابِ؟! إن لم تكن عزّتُـنـا بربِّنــــــــا*
صرنا أذلّةً بأيْـدي غــيــرِنـــــــــــا
وذاك ما نحن عليه فانظـروا* كيف نسـاقُ كالقطيعِ وانـظـــــــروا أفِّ لكم يا مسلمون يا عرَبْ*
عليكمُ من ربكمْ شـرُّ الغضـــــــــبْ
حتى الوحوشُ تحتمي بجنسِها* إن مسّها مساءَةٌ في عيشِهـــــــــا فكيف نحن والإسلام دينُنــــا* بالوحدةِ الكبرى يقومُ أمرُنــــــا؟!
أتذكرون أن أعـداءَ الرسول* فكّوا الحصارَ عنه في حكْيٍ يطولْ فأين فينا البختريُّ بن هشام*
ومعه أربعةٌ من الكــــــــــــــرام؟!
يا ليتني كقردِ ابْنِ المقـفّــــعِ* عشتُ بلا قلبٍ ولـمْ أُقَــطّــــــــــــعِ كرهتُ قومي وكرهتُ المسلمين*
والعُرْبَ والغرْبَ والناسَ أجمعين
يا ربنا استبْدِلْ بنا أقوامــــا* أعـزّةً بواســـــــلاً كرامــــــــــــــــا وصلِّ يا ربِّ على محمّـــــدٍ*
وصحبه ومن له بــمـقـتـــــــــــــــدِ
وعـجِّـل الـنـصرَ لغزة الإبــاءْ****
وانشر على أعدائهم شرَّ وَبــــــاءْ

شاهد أيضاً

شاطئ كابدولو بالبعوض الكبير وجماعة رأس الماء تتخلى عن دورها وعامل اقليم الناظور يلزم الصمت .

ملف خاص قريبا عن جماعة رأس الماء

رسالة إلى عامل إقليم الناظور ومطالب بالتدخل العاجل ؟

اترك تعليقاً