وجدة : ابراهيم ادريسي
تُعد جهة الشرق، وخاصة مدينة وجدة، من الجهات المغربية التي تزخر بإمكانات اقتصادية وبشرية كبيرة تجعلها مؤهلة لتكون فضاءً جاذباً للاستثمار. ومع وجود جالية مغربية مهمة بالخارج، تمثل جهة الشرق خزانا حقيقيا للرأسمال البشري والمالي، فإن الرهان المطروح اليوم هو كيفية تحويل هذا الارتباط العاطفي بالوطن إلى مشاريع استثمارية تساهم في خلق الثروة وفرص الشغل.
1. أهمية الجالية المغربية في الخارج
يشكل مغاربة العالم جسراً متيناً بين المغرب والبلدان المستقبلة لهم، سواء عبر التحويلات المالية التي تعد ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني، أو من خلال الخبرات والمعارف التي راكموها في ميادين متعددة. جهة الشرق بدورها تستفيد من حضور قوي لأبنائها في أوروبا خاصة فرنسا وبلجيكا وهولندا، مما يفتح آفاقا واسعة لاستثمار هذه الطاقات.
2. الفرص المتاحة للاستثمار بجهة الشرق
الموقع الاستراتيجي: قرب الجهة من أوروبا والجزائر، ووجود ميناء الناظور غرب المتوسط الذي سيشكل منصة لوجيستية كبرى.
الموارد الطبيعية: توفر الأراضي الفلاحية الخصبة، الإمكانات السياحية الطبيعية والجبلية والبحرية و الصحراوية.
البنية التحتية: مشاريع الطرق السيارة، المنطقة الحرة ببركان، المنطقة الصناعية بوجدة، والربط بالميناء الجديد.
الجامعة ومراكز البحث: توفر كفاءات شابة مؤهلة يمكن أن تكون دعامة للمشاريع المبتكرة.
3. التحديات التي تواجه الاستثمار
الإجراءات الإدارية: ما زالت بعض المساطر بطيئة ومعقدة، وهو ما يثني بعض المستثمرين عن التنفيذ.
ضعف المواكبة: غياب مكاتب استماع ومرافقة متخصصة بمشاكل مغاربة العالم الراغبين في الاستثمار.
الإكراهات البنكية والمالية: صعوبة الحصول على التمويل وغياب ضمانات واضحة لمشاريع صغيرة ومتوسطة.
العقار: مشكل الوعاء العقاري وبطء تعبئة الأراضي الصناعية.
4. الآفاق المستقبلية
إن تفعيل توصيات السياسات الوطنية الموجهة لمغاربة العالم، وربطها بالاستراتيجيات الجهوية، سيمكن من تعزيز مساهمة هذه الفئة في التنمية المحلية. يمكن تصور:
إنشاء مركز جهوي لمواكبة استثمارات الجالية يقدم الاستشارة القانونية والمالية.
تشجيع المقاولات الناشئة (Startups) التي يؤسسها شباب الجالية في مجالات التكنولوجيا والطاقات المتجددة.
إرساء شراكات بين الجامعات بالجهة وكفاءات الخارج من أجل نقل الخبرات.
تعزيز التسويق الترابي لوجدة والشرق لجعلها واجهة جاذبة للمستثمرين.
ختاما…
يبقى الرهان الأساس هو الانتقال من الكلام إلى الفعل، وذلك عبر توفير مناخ ملائم يجعل من الاستثمار في وجدة وجهة الشرق فرصة رابحة لمغاربة العالم وللاقتصاد الوطني على حد سواء. فالتنمية الحقيقية تقوم على إشراك كل الطاقات، والجالية المغربية بالخارج هي بلا شك قوة اقتصادية ومعرفية قادرة على صنع الفارق إذا ما تم تمكينها من الآليات المناسبة.