مصطلح “الهركاوي” و “البعروري”!

هناك سجال حول مصطلح ”الهركاوي” وهو مصطلح يشينون به كل شخص غير متحضر…
ولكن هناك مصطلح يغيب عن هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بالمتحضرين، هذا المصطلح هو ”البعروري” وهو مصطلح قد يشمل المتحضرين أو الهركاويين على السواء، والبعروري هو شخص يريد أن يعيش عيشة البعير يأكل ويشرب ويمارس حاجاته الطبيعية ويستهلك وينام، قد تراه مثقفا لكنه مثقف وفق صياغة براغماتية يمجد فيها الغرب ويجلد فيها ظهر أبيه وجده اللذان جعلانه مغربيا أو إفريقيا أو مسلما… البعروري هو شخص دون أفق ولا انسجام مع قضايا الأمة، البعروري قد يصبح صهيونيا إن اعطوه برسيما وتبنا ليعيش، قد يصبح شيطانا إن وهبوه خليلة وبقشيش، قد يصبح بلا ملة إن وهبوه خمرا وحشيش، قد يصبح بلا رجولة ولا مروءة إن أعطاه الأعداء شهرة وطيب معيش…
فنعم المتحضر الذي ينسجم شجاعة وهوية مع ماضيه، وينفعل مع حاضره يعيش ألم الأمة بمرارة وشجن، ويطرب لفرحها مسبحا حامدا ومكبرا… ونعم الهركاوي إذ يقبل متحمسا لنداء الأمة يحزن لمصابها ويشدو في الساحات معبرا عن نصرها، قد تختلف الآهات والصرخات بين المتحضر والهركاوي لكنها واحدة في التعبير عن الأمة وسجالها، وهما هنا يعبران معا عن التنصل عن ”البعروري” الخائن في كل الأزمنة فهو مفعول به في الماضي والفاعل سيده المستعمر، ومفعول فيه في الحاضر وظرف زمانه يحدده له سيده الغربي المتبختر، ومفعول معه في المستقبل وكلاهما يموتان ميتة البعير…
كن ما تكون متحضرا أو هركاويا ولكن إياك أن تكون بعروريا فتموت ميتة البعير…

■ مالك بوروز

شاهد أيضاً

العقل بوصفه تفاعلا بين قلب يفكر ودماغ يقدر

■ مالك بوروز القلب قرآنيا ومن حيث الأحاديث الشريفة ليس مضخة للدم فقط، بل به …

حقوق الإنسان تحت المظلة شخصيًا… اللهم لا حسد!

حين تحوّلت مظلة عابرة إلى اختبار مُحرِج لصدقية الخطاب الحقوقي في المغرب. التفاصيل👇When a Passing …

اترك تعليقاً