ما الذي يدفع شخصا نشأ في سياق غربي تهيمن عليها الرواية الإسرائيلية يركب سفينة محفوفة بالمخاطر دفاعا عن مظلومين لا تجمعهم بهم غير الإنسانية ؟

‎ طرحت هذا السؤال على أكثر من مشارك في سفينة “حنظلة”.
‎بصيغة أدق كان السؤال: ما هي اللحظة التي حدث فيها التحول الكبير في وعيك تجاه القضية الفلسطينية؟

‎كانت الإجابات مثيرة للاهتمام وتستحق بالفعل الدراسة فعلا!
‎لكن ما أثار انتباهي أن كثيرا من المشاركين في السفينة تشكل وعيهم تجاه القضية من خلال أحداث صغيرة وأحيانا عابرة قد تبدو لنا صغيرة جدا.

‎إيما فورو النائبة في البرلمان الأوروبي، على سبيل المثال، قالت لي إن اللحظة التي حدث فيها التحول الكبير في وعيها تجاه القضية الفلسطينية حدث عندما حدثها أحدهم عن فلسطين، وبحثت عنها في الخريطة الموجودة في بيتها ولم تجدها ووجدت مكانها إسرائيل.
‎طرحت لحظتها السؤال: لماذا؟ وكيف؟ مالذي يجعل بلدا لا يظهر على خريطة العالم؟
‎وكانت تلك بداية رحلة اطلاع وبحث انتهت بركوبها السفينة ناهيك عن عملها الدؤوب من أجل غ-زة
‎ في البرلمان الأوروبي

‎آخرون يحكون عن تظاهرة صادفوها في الشارع، أو عن لقاء بشخص أو كتاب أو مقال!

هذا الأمر ليس جديدا! عالم الاجتماع الفرنسي ريمون بودون كتب عام 1984 عما سماه ب “الآثار غير المقصودة للأفعال الفردية الصغيرة”، والتي قد تؤدي إلى تغييرات عميقة في المواقف الجماعية.

‎ مرة أخرى: التاريخ لا تصنعه الأحداث الكبرى فقط.

‎الأحداث الصغيرة تصنع الفرق وتغير مسار الأفراد… والأمم.

‎لذلك لا تحقرن من الفعل شيئا!
‎افعل ما تراه صوابا! البقية يتكفل بها مسار التاريخ !
——-
‎الصورة مع النائبة في البرلمان الأوروبي إيما فورو والنائبة في الجمعية الوطنية الفرنسية غابرييل كاتالا إيما ومشاركين اخرين من إيرلندا وفرنسا وإيطاليا وأستراليا على متن السفينة. كلهم لديهم لحظة حدث فيها التحول الكبير، وهي ليست بالضرورة حدثا كبيرا!

شاهد أيضاً

صراع الورثة داخل “الزاوية البودشيشية”

بقلم: علي أنوزلا مرة أخرى أعود إلى التدوين حول صراع الورثة داخل أكبر زاوية صوفية …

الحرب الديمغرافية على النسل المغربي.. مستقبل خطير يستهدف إفراغ المغرب من النسل المغربي

✍🏻 التمويلات الخارجية الموجهة لتوطين المهاجرين وتغيير التركيبة السكانية في المغرب ما بين (2011–2025) منذ …

اترك تعليقاً