عمر أعنان.. صوت “الشرق” الذي لا يهدأ تحت قبة البرلمان


​في مشهد سياسي غالباً ما يتهم بالرتابة والابتعاد عن هموم المواطن، تبرز قامات استثنائية تعيد للعمل النيابي نبل غاياته وجوهر رسالته. ولعل المتتبع للشأن العام في المغرب عموماً، وفي جهة الشرق خصوصاً، لا يمكنه أن يخطئ الحضور الوازن والدينامية اللافتة للنائب البرلماني الدكتور عمر أعنان، الذي تحول إلى “ترمومتر” يقيس حرارة الشارع الوجدي وينقلها بأمانة وجرأة إلى قبة البرلمان.
​ترافع لا يعرف المهادنة
​إن الحديث عن عمر أعنان ليس حديثاً عن منصب أو صفة، بل هو حديث عن نموذج للسياسي العضوي الملتحم بقضايا جهته. فمنذ انتخابه، لم يركن هذا الرجل إلى دعة الكرسي المريح، بل اختار الطريق الأصعب: طريق المساءلة المستمرة، والتنقيب في الملفات الشائكة، وطرق أبواب الوزارات دون ملل لانتزاع حقوق ساكنة الشرق.
​يتجلى هذا “الترافع المستميت” في:
​ملف الصحة: يدرك الدكتور أعنان مكامن الخلل بدقة. صوته كان ولا يزال الأعلى في المطالبة بتجويد العرض الصحي بوجدة، مفككاً معضلات المستشفيات الجامعية ومراكز القرب، ومدافعاً عن حق المواطن البسيط في تطبيب يحفظ كرامته.
​العدالة المجالية: لم يترك فرصة تمر دون التذكير بأن جهة الشرق، ورغم المجهودات المبذولة، لا تزال بحاجة إلى تنمية حقيقية تخلق فرص الشغل وتحارب البطالة التي تنخر شباب المنطقة، واضعاً الحكومة دائماً أمام مسؤولياتها تجاه المناطق الحدودية.
​هموم الحياة اليومية: من غلاء المعيشة، إلى مشاكل الماء الصالح للشرب في الدواوير، وصولاً إلى فوضى الأسعار في المحطات السياحية؛ يحمل أعنان ملفات المواطنين وكأنها ملفاته الشخصية.
​تضحية بالوقت والجهد
​إن ما يميز عمر أعنان هو ذلك الحماس الذي لا يفتر. التضحية هنا ليست شعاراً، بل هي ساعات طويلة من الإعداد والبحث لصياغة أسئلة دقيقة تحرج المسؤولين وتدفعهم للتحرك. تضحيته تكمن في تواجده الدائم في الميدان، منصتاً لشكاوى الناس في دائرته بوجدة – أنجاد، ثم تحويل تلك الشكاوى إلى “وثائق ترافعية” في الرباط.
​إنه يجسد دور “المعارضة الوطنية والبناءة” بأبهى صورها؛ تلك التي لا تعارض لأجل المعارضة، بل تنتقد لتصحح، وتصرخ لتسمع صوت من لا صوت لهم.
​وفاء للأرض والإنسان
​إن تضحيات عمر أعنان نابعة من وفاء عميق لتربة الجهة الشرقية. هو يدرك أن تمثيل هذه المنطقة ليس ترفاً، بل أمانة ثقيلة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها.
​لذلك، يحق لساكنة وجدة والجهة الشرقية أن تفخر بوجود ممثل من طينة عمر أعنان، رجل لم تغيره أضواء العاصمة، بل زادته تمسكاً بتراب “الشرق”، مدافعاً شرساً عن حقه في التنمية، وصوتاً صادقاً يصدح بالحق ولا يخشى في الله لومة لائم.
​شكراً دكتور عمر أعنان، لأنك أثبتَّ أن السياسة لا تزال بخير، ما دام فيها رجال يحترقون لينيروا طريق مواطنيهم.

شاهد أيضاً

المحجز البلدي بوجدة تحت المجهر؟

تمكنت عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بفاس على ضوء معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة …

رئيس جماعة وجدة اين هو من هذه السرقات؟

الفاهم يفهمني اين كان رئيس جماعة وجدة قبل هذا الاعتقال المفاجئ؟أين هي المبالغ المالية لمدخولات …

اترك تعليقاً