
تنصيب محمد العطفاوي والياً على جهة الشرق: مرحلة جديدة بنَفَس تنموي متجدد

ريف ديا – أحمد علي المرس
أشرف وزير الداخلية، السيد عبد الوافي لفتيت، صباح أمس الجمعة، بمقر ولاية جهة الشرق بمدينة وجدة، على مراسيم تنصيب السيد محمد العطفاوي، الذي حظي بثقة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بتعيينه والياً على جهة الشرق وعاملاً على عمالة وجدة – أنجاد، خلفاً للسيد الخطيب لهبيل الذي عُيّن والياً على جهة مراكش – آسفي.
وقد جرت مراسيم التنصيب في أجواء رسمية مهيبة، بحضور شخصيات وازنة من المسؤولين المدنيين والعسكريين، ورؤساء المصالح الخارجية، والمنتخبين، والفاعلين الاقتصاديين والجمعويين بالجهة.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد وزير الداخلية أن المرحلة المقبلة تستوجب نَفَساً جديداً في التدبير الترابي، قوامه الالتزام الميداني والتفاعل المباشر مع انتظارات المواطنين، مشدداً على أن خدمة المواطن تبقى الغاية الأساس من كل ممارسة سلطوية مسؤولة.
كما دعا السيد لفتيت الوالي الجديد إلى الانفتاح على الساكنة والتواصل الدائم معها، مبرزاً أن قطاعي التعليم والصحة يشكلان أولوية وطنية قصوى، إلى جانب محاربة الفوارق الاجتماعية والمجالية وتسريع تنزيل برامج التنمية المندمجة، خصوصاً في المناطق الهشة التي تحتاج إلى مزيد من العناية والإنصات.

ويرى متتبعون أن التحدي الأكبر أمام الوالي محمد العطفاوي يتمثل في تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية بجهة الشرق، من خلال إطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية الكفيلة بتحقيق ما وصفه البعض بـ”الإقلاع الصاعد” للجهة، وتعزيز جاذبيتها الاستثمارية، بما يضمن تحويلها إلى قطب اقتصادي متكامل على المستوى الوطني.
كما يرتقب أن يعمل الوالي الجديد على تحسين مناخ الأعمال وتبسيط المساطر الإدارية لفائدة المستثمرين، إلى جانب رفع العوائق البيروقراطية التي تحد من نجاعة المشاريع، مع الحرص على توفير عرض عقاري وتخطيطي مناسب لتوطين الاستثمارات الصناعية والخدماتية الكبرى.
وتُعد المشاريع المهيكلة الكبرى، وفي مقدمتها مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، من بين الرهانات الاستراتيجية التي يُنتظر أن تحظى بالأولوية ضمن أجندة الوالي الجديد، لما لهذا المشروع من أثر محوري في دعم التنافسية الاقتصادية وتعزيز جاذبية الجهة، فضلاً عن خلق فرص الشغل وتوسيع قاعدة الاقتصاد الجهوي.
كما سيكون من مهامه تفعيل برنامج التنمية الجهوية 2022-2027 في أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والمجالية، بما ينسجم مع أهداف العدالة المجالية والفعالية الترابية التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أكثر من مناسبة.
ويُجمع المراقبون على أن تنصيب الوالي محمد العطفاوي على رأس جهة الشرق يفتح صفحة جديدة من التدبير الترابي المسؤول، ويراهن على إرساء حكامة جديدة تُقوّي الصلة بين الإدارة والمواطن، وتُعزز روح المبادرة والاستثمار في جهة تزخر بالإمكانات، لكنها تنتظر من يسهر على تحريك عجلة تنميتها بجرأة وواقعية.
الرسالة موقع إخباري متنوع