انتهى زمن التراخي في المغرب وحلت مكانه الصرامة والانضباط.

شهد المغرب في السنوات الأخيرة تحولا جذريا في منظومة تدبير الشأن العام، حيث باتت الصرامة والانضباط سمتين بارزتين في مختلف القطاعات ، من الإدارات العمومية إلى المجال الأمني مرورا بالقطاعات الإجتماعية والاقتصادية. هذا التغيير لا ينظر إليه كتحول عابر ، بل كخيار استراتيجي يمليه السياق الوطني والدولي ،ويتجاوب بالتالي مع تطلعات المغاربة في تحقيق دولة قوية وعادلة. الارادة الملكية في الإصلاح: لطالما شدد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في خطبه ، على ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة، داعيا إلى تجاوز الممارسات البيروقراطية العقيمة وتكريس مبادئ الكفاءة والفعالية في تدبير الشأن العام. وجاءت التوجيهات السامية لجلالته ، لتضع حدا لفترة وصفت في أوساط متعددة بزمن “التراخي الإداري ” ، حيث كانت المحسوبية والجمود تعيقان أي محاولةجادة للإصلاح. _ إدارة جديدة بقيم جديدة: تم إعفاء عدد من المسؤولين السامين بسبب تقصيرهم في أداء مهامهم، في خطوة رسخت مبدأ المحاسبة وأعادت الاعتبار للجدية في تحمل المسؤولية. كما شهدت الإدارة المغربية موجة تحديث تشمل الرقمنة وتحسين الخدمات وتقليص آجال المعاملات ، ما جعل المواطن يلمس بشكل مباشر تحسنا في أداء المؤسسات. _ أمن صارم ، ولكن في خدمة المواطن: على المستوى الأمنى ،تم تعزيز حضور الدولة وهيبتها دون المساس بحقوق الأفراد. فالأجهزة الأمنية أضحت أكثر احترافية في تعاملها مع التحديات ، من مكافحة الجريمة المنظمة إلى مواجهة التطرف ، وهو ما جعل المغرب نموذجا في الاستقرار الإقليمي. _ في الاقتصاد أيضا: لا مكان للعبث: حتى في المجال الاقتصادي ، تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات للحد من الريع والفساد ، وتشجيع الاستثمارات ذات القيمة المضافة. فقد أصبح الحصول على الدعم والمشاريع مرهونا بمدى الالتزام بالشفافية وجودة الإنجاز، وهو ما أعاد الثقة نسبيا في المؤسسات ورفع سقف الطموحات لدى الشباب المغربي. _ ثقافة جديدة تتشكل: الواقع، إن ما يشهده المغرب اليوم ، ليس مجرد إجراءات ظرفية، بل هو مؤشر على ولادة ثقافة جديدة ، قوامها الجدية والصرامة وربط النجاح بالاستحقاق . لم يعد هناك مكان للتهاون أو المجاملة في المسؤوليات، وهو ما يعيد تشكيل علاقة المواطن بالدولة ويؤسس لعقد اجتماعي جديد. كخلاصة لهذا الموضوع ، انتهى زمن التراخي في المغرب، وبدأ عهد الصرامة والانضباط ، وهي مرحلة تتطلب مواكبة جماعية من جميع مكونات المجتمع : إدارة ، مواطنين ومؤسسات. والنجاح في هذا المسار مشروط بالحفاظ على التوازن بين الحزم والعدالة وبين القوة والإنصاف، وهي معادلة يبدو أن المغرب بدأ في ضبطها بثقة وتأن ../ ..

  • محمدأرباع

شاهد أيضاً

مآل الشواهد والدبلومات الجامعية الناتجة عن البيع والشراء باطلة و ملغاة او سليمة صحيحة قانونا و أمنا مجتمعيا

● صبري الحو * تحية لشرفاء الوطن في كل مكان . تحية لكل النزهاء في …

الرحيل بهدوء… حين تغفو الجراح

‎ ‎■ سليمة فرجي في رحلة الحياة، كثيرون مرّوا، بعضهم اقترب أكثر مما يجب، فتغلغلوا …

اترك تعليقاً