إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ)ال عمران : 140
السياق عن الجهاد والمجاهدين في سبيل الله ، وثناء على المجاهدين والشهداء الذين هيأ
الله لهم فرص الفوز بعد ابتلائهم بما يثبتهم على دينه ، ويُنيلهم جنته ومرضاته .
و (لايحب الظالمين )تدعو إلى التأمل ! ففيها إيحاء إلى ان الذين لا يبادرون الى الجهاد عندما يهدد الدين وتستباح الأوطان وتنتهك الحرمات ، انما هم من الظالمين ، لانهم تقاعسوا عن نصرة الله ، فهم ظالمون لأنفسهم ، وظالمون لغيرهم ؛لانهم احتسبوا في جبهة المؤمنين ، وتخلوا عن حماية المؤمنين وعقيدتهم . اولئك هم الظالمون ،واولئك هم الذين لا يحبهم الله .
وفي هذا تعريض بالمنافقين الذين قعدوا عن نصرة الدين والمؤمنين به ، وضعّفوا جبهة الإسلام ، وقوّوا جبهة الكفر في تقاعسهم والتصاقهم بالدنيا ومغرياتها . وهل بعد هذا الظلم من ظلم ، وان صلوا وصاموا ، اجل ، وإن صلوا وصاموا !! لان صلاة لا تنصر دينا ولا تستجيب الى نداء الله ، ليست بصلاة ، وان صوما لا يزيد صاحبه صلابة وجهادا ليس بصوم .
ان اولى صفات المؤمنين ان يستجيبوا لله حين يدعوهم ، وهو اعلم بالخير الذي ينالهم بهذه الدعوة ، ولو كانت دعوة إلى الموت الذي بمعنى الحياة !(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ) الأنفال : 24