- أمين القادري

وثيقة.. سحب الرعاية الملكية يؤجل الملتقى العالمي للتصوف
الشيخ منير القادري يواجه أول اختبار لقيادته بعد وفاة والده
أمين القادري27 أغسطس 2025 – 22:00

في تطور لافت، أعلنت مؤسسة الملتقى عن تأجيل الدورة العشرين للملتقى العالمي للتصوف، التي كان من المقرر انعقادها ما بين فاتح وسادس شتنبر 2025 بمدينة بركان. وجاء القرار بعد المستجدات الأخيرة المرتبطة بوفاة الشيخ جمال القادري، المرشد الروحي للطريقة القادرية البودشيشية، وما رافقها من ارتباك تنظيمي وتداعيات داخل الزاوية.
غياب الرعاية الملكية وتأثيره المباشر
ووفق البيان الصادر عن المؤسسة، والذي توصلت “آش نيوز” بنخسة منه، فإن الظروف التي حالت دون انعقاد الملتقى في موعده تعود بالأساس إلى ما سمي بـ”الإكراهات التنظيمية الطارئة”.
غير أن مصادر متابعة تؤكد أن السبب الأعمق يرتبط بسحب الرعاية الملكية التي كانت تشكل على الدوام الدعامة الأساسية لنجاح هذا الملتقى الدولي. وهذا المستجد وضع الشيخ منير القادري البودشيشي، الذي تولى خلافة والده الراحل جمال القادري، أمام تحديات غير مسبوقة تهدد استمرارية إشعاع الملتقى.
الزاوية في مواجهة تحديات جديدة
وألقى غياب الغطاء الملكي بظلاله على التحضيرات، إذ كانت الرعاية الملكية تمنح للملتقى ثقلا وطنيا ودوليا، وتفتح أمامه أبواب الدعم اللوجستي والمؤسساتي.
ومع سحبها، يجد الشيخ منير نفسه أمام مأزق مزدوج: الحفاظ على مصداقية الطريقة أمام مريديها من جهة، وضمان استقطاب الوفود والعلماء والباحثين الذين اعتادوا المشاركة تحت المظلة الرسمية من جهة ثانية.
مصير النسخة المقبلة
وأعلنت المؤسسة أيضا عن تأجيل الدورة الثالثة عشرة لـ”القرية التضامنية”، التي كانت ستنظم على هامش الملتقى، على أن يتم تحديد موعد لاحق “يراعي المستجدات ويكفل الإعداد الأمثل”. ويتوقع أن يشكل هذا التأجيل اختبارا حقيقيا لقيادة الشيخ منير القادري، خاصة في ظل تساؤلات حول مدى قدرته على ضمان استمرارية الملتقى بنفس الزخم الذي عرفه في عهد والده.
قراءة في المشهد
ويأتي هذا التعثر ليكشف عن مدى ارتباط الملتقى بالرعاية الملكية، ومدى هشاشة بنيته التنظيمية عند غيابها. كما يضع الطريقة البودشيشية أمام امتحان صعب في الحفاظ على مكانتها داخل المشهد الديني والتصوفي بالمغرب، خاصة مع بروز أصوات تنتقد غياب الشفافية في التدبير وتضخم الطابع البروتوكولي على حساب الجوهر الروحي.
وفي النهاية، يظهر أن مستقبل الملتقى العالمي للتصوف مرهون بمدى قدرة الشيخ منير على إعادة بناء الجسور مع المؤسسة الرسمية، أو إيجاد بدائل جديدة تضمن استمرار إشعاع هذا الموعد الروحي والفكري الذي لطالما شكل منصة للتلاقي بين علماء التصوف من مختلف بقاع العالم.
