عواطف شخصية ..وخواطر مهنية

قررت اليوم، تحت ضغط الحنين والأشواق، أن أزور العمارة التي شهدت ميلاد ابنتي البكر، رؤى. التقطت صورًا لنفسي أمام باب البناية، وأخرى للافتة تحمل اسم الشارع (أبيدجان).
يبدو لي الماضي أحيانًا مثل مرآة السيارة: تنظر إليها لتتأكد من طريقك نحو الأمام. رفرفت روحي مثل طائر يستقبل الربيع بعد شتاءٍ قاسٍ، حين وقفت أمام العمارة واستسلمت لذكرياتي. أقول دائماً: استخدم ابتسامتك لتغيير الحياة، لكن لا تدع الحياة تغيّر ابتسامتك.
**
التقيت أمس جمعاً من الزميلات والزملاء في حفل إعلان وتوزيع الدورة الثالثة والعشرين للجائزة الكبرى للصحافة في المغرب. وأثناء متابعتي للحفل الحاشد، تواردت إلى ذهني بعض الخواطر، أنقلها لكم كما هي، بلا تزويق.
عملت في الصحافة الورقية والإلكترونية، وفي الحالتين بدت لي قسوة المهنة، عندما تأكل أبناءها.
أعتقد أن الصحافة مهمة شائكة، تبدو مثيرة للصحافي في أول الحبر، لكنني كنت وما زلت مقتنعاً أنها تستحق كل العناء.
كنت وما زلت صحافياً، ولم أعمد يوماً إلى تزوير ذلك. ومن أجلها اعتذرت عن المناصب، ومنها منصب وزير. بقيت أتعامل مع الواقع، ولا أتبع الأساطير والخرافات.
على امتداد مسار يزيد قليلاً عن أربعة عقود، ظللت أحارب من أجل المادة الصحافية الجيدة، كما يفعل أي صحافي يستحق اللقب.
في بعض الأحيان بدت لي الصحافة وكأنها التاريخ مكتوب على عجل، وفي ظني أن السياسة والمجتمعات والثقافة والحياة، كلها تعيش في قلب الصحافة، في طياتها وورقها، وفي إطلالتها عبر الإنترنت.
أختم فأقول: تعلمت من الفلسفة كيف أفكر، ومن الصحافة كيف أتصرف.

شاهد أيضاً

كنت اتحاديا وانتهى الكلام

هذا آخر الكلام، وقد قررت عدم الخوض مرة أخرى، في قضايا حزب كبير سمي على …

حلم إسرائيل انتهى!

هكذا جاءت كلمات افتتاحية صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تحت عنوان: “الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع …

اترك تعليقاً