لقي أحد المصطافين مصرعه، يوم الاثنين الماضي، على أحد شواطئ جماعة البركانيين بالناظور، بعدما دهسه زورق سريع من نوع “فانتوم” كان مخصصاً لتهريب مهاجرين سريين نحو إسبانيا.
الواقعة المؤلمة، التي جرت في وضح النهار قرب مركز الحراسة التابع للقوات المساعدة “حرس الحدود” حوالي الساعة الرابعة مساءً، أسفرت عن تمزيق جسد الضحية إلى أشلاء، بينما كان أزيد من 18 مرشحاً للهجرة غير النظامية على وشك ركوب القارب.
شهود عيان أكدوا أن زورق “الفانتوم” اقترب بسرعة جنونية من الشاطئ، في وقت كان المصطافون يمارسون السباحة، ليصطدم بأحدهم بشكل مباشر، محدثاً حالة من الذعر والفوضى. ووفق نفس المصادر، كان القارب مهيأً لعملية تهريب منظمة قبل أن تتحول المناورة المتهورة إلى مأساة إنسانية.
وفور وقوع الحادث، انتقلت السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث تم انتشال جثة الضحية ونقلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بالناظور، في حين باشرت المصالح المختصة تحقيقاً لتحديد هوية المتورطين وكشف تفاصيل العملية.
وفي هدا السياق، أعرب فرع العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بأزغنغان عن صدمته العميقة إزاء هدا الحادث المأساوي، واعتبرت العصبة أن هذا الحادث المؤلم يعكس استخفاف شبكات التهريب بأرواح المواطنين وسلامتهم، ويشكل تهديدا خطيرا للأمن العام ولسلامة السواحل.
وأشارت العصبة إلى أن وقوع الحادث في منطقة يرتادها المصطافون، وفي وضح النهار بالقرب من مراكز المراقبة، يطرح علامات استفهام جدية حول فعالية آليات التصدي لهذه الظاهرة الإجرامية.
ودعا الفرع الحقوقي إلى فتح تحقيق فوري ومعمق للكشف عن جميع ملابسات الحادث، وتحديد المسؤوليات، وتقديم المتورطين إلى العدالة. كما طالب بتكثيف الجهود الأمنية وتعزيز المراقبة الساحلية للحد من أنشطة شبكات التهريب، التي وصفها بأنها تهدد حياة المواطنين وتسيء إلى سمعة المنطقة.
وأعربت العصبة عن تضامنها الكامل مع عائلة الضحية، مقدمة أحر التعازي والمواساة، وداعية المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، مؤكدة أن حماية حق المواطنين في الأمن والسلامة مسؤولية جماعية تتطلب تحمل السلطات لمسؤولياتها كاملة في هذا الملف.