حواري مع الأسير المناضل مروان البرغوثي لجريدة الأخبار

قبل أكثر من عقد من الزمن.. كان لي شرف إجراء حوار من جزءين مع الأسير المناضل مروان البرغوثي لجريدة الأخبار.
كان ذلك سبقا صحفيا بطعم مختلف.. بطعم التحدي والأمل.. تواصلت حينها مع زوجته الأستاذة المحامية فدوى البرغوثي التي حملت أسئلتي إلى محاميه.. فكان أن سُربت إلى مروان خلف القضبان..
هناك.. في زنزانة ضيقة.. جلس يخطّ إجاباته بخط يده المرتجف ربما.. لكنه كان صلبا في المعنى.. واضحا في الرؤية.. متمسكا بالكرامة والأمل.. ثم عادت تلك الأوراق إليّ عبر الأيادي التي حملتها.. لتصبح شهادة على أن الصوت لا يُسجن وإن أُغلقت الأبواب..

اليوم.. وأنا أرى صورته الأخيرة التي نشرتها سلطات الاحتلال.. يطل مروان منهكا.. هزيل الجسد.. شاحب الملامح.. كأنهم أرادوا كسر رمزيته.. لكن الحقيقة أن تلك اللقطة لم تُضعف صورته.. بل جعلتها أكثر ألما وأكثر قوة في آن واحد..

كموج البحر حين ينكسر على الصخور.. يعود أكثر عنادا.. هكذا بدا لي مروان البرغوثي: أسيرا مثقلا بالسنين.. لكنه ما زال رمزا حيا في وجدان شعبه.. وما زال اسمه يختصر كل معاني الصمود..

حزينة أنا على هذه الصورة الأخيرة..
حزينة لأن العالم يكتفي بالمشاهدة.. لكنني أستعيد تلك اللحظة البعيدة.. حين خطّ كلماته على ورقة خرجت من بين الجدران العالية لتصل إلى صحفيّة مثلي.. وأدرك أن الحبر الذي لا يجف.. والروح التي لا تُهزم.. هي وحدها ما يبقى..

■ نعيمة لحروري

شاهد أيضاً

بلاغ صحفي: جائزة ابن رشد للوئام.. من قرطبة إلى الرباط، مساراتُ التفاهم

تكريمُ مليكة امبارك وهيئة الإذاعة والتلفزة المغربية من أجل صون الحوار وبناء الجسور. تنظم جمعية …

تشويه ممنهجة على منصات التواصل الاجتماعي ضد الصحفي يونس أفطيط

تعرض الصحفي المغربي يونس أفطيط، خلال الساعات القليلة الماضية، إلى حملة تشويه ممنهجة على منصات …

اترك تعليقاً