” الغباء ليس غباءاً فكرياً وإنما أخلاقياً لذلك من الممكن أن تجد شخصآ ذكياً ولكن غبي الفعل.
كذلك يمكن أيضا أن تجد شخصا بطئ التفكير ولكنه يتسم بالحكمة و الأخلاق.
و على غرار ذلك يمكننا الفصل بين الذكاء و الحكمة، ولذلك الغباء لا يعني ضعفآ في القدرات العقلية أو الذكاء. وإنما فشل أخلاقي، قبل أن يكون عجزاً فكرياً ، بل تخلي الإنسان عن شجاعة استخدام عقله سواءً بوعي منه أو بدون وعي بيترك مسؤوليته للاخرين لكي يفكروا بالنيابة عنه.
الإنسان لا يولد غبيآ ولكن يصبح كذلك. عندما يصبح عبداً لما يقوله الآخرون وهذه الحال لا تقتصر على الفرد وإنما على الجموع أيضا.
فعلى سبيل المثال : يمكننا أن نجد ذلك في المجتمعات التي لا تسمح بالتفكير المستقل وفي تلك الحالة يتوقف الأفراد عن اتخاذ القرارات بأنفسهم ويكتفون بتكرار الروايات السائدة من دون اعتراض سواء كانت خاطئة أو ظالمة و من هناك يصبح الغباء أداة للاستبداد وغطاء اللأوهام والأكاذيب و يصبح خطر لا يقل أهمية عن القوة الاخرى التي تهدد الحرية و الحقيقة. “
