أشعل السيد منتصر بوعبيد، المحامي ورئيس جماعة ولاد على الطوالع بإقليم بنسليمان، جدلًا واسعًا على الساحة الإعلامية عقب تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أعلن فيها عن عزمه تنظيم وقفة احتجاجية وصفها بغير المسبوقة، يوم الاثنين المقبل على الساعة الثالثة زوالًا أمام مقر قناة شوفة تيفي بمدينة الدار البيضاء.السيد منتصر بوعبيد، الذي اختار لغة حادة ومباشرة، أكد أن خطوته تروم إيصال رسالة قوية ضد ما أسماه صحافة التشهير والمتاجرة بمعاناة المواطنين، معتبرًا أن بعض المنابر الإعلامية انحرفت عن دورها المهني والرقابي، وتحولت – بحسب تعبيره – إلى منصات للإثارة واستغلال آلام الناس من أجل نسب المشاهدة والربح.وفي تدوينته، أوضح المحامي ورئيس الجماعة ولاد على الطوالع بإقليم بنسليمان أن الوقفة ستكون ذات طابع رمزي صادم، هدفها هزّ الرأي العام ودق ناقوس الخطر بخصوص ما يراه انهيارًا أخلاقيًا في جزء من المشهد الإعلامي، حيث يتم – حسب قوله – المس بالكرامة الإنسانية وتقديم التشهير في قالب “سبق صحفي”.كما وجّه السيد منتصر بوعبيد دعوة مفتوحة إلى جميع المنابر الإعلامية الوطنية التي وصفها بـ“الصادقة والجادّة” من أجل تغطية هذه الوقفة، معتبرًا أن اللحظة تشكل اختبارًا حقيقيًا لمصداقية الإعلام المغربي، وقدرته على التمييز بين حرية التعبير والمسؤولية المهنية.وختم منتصر بوعبيد تدوينته بعبارات لاذعة حمّل فيها بعض الجهات الإعلامية مسؤولية ما وصفه بـالانحراف الخطير عن أخلاقيات المهنة، مؤكدًا أن الكرامة الإنسانية لا يمكن أن تكون مادة للفرجة أو وسيلة للربح، وأن التشهير، مهما كانت المبررات، يظل سلوكًا مدانًا أخلاقيًا وقانونيًا.تصريح منتصر بوعبيد فتح نقاشًا محتدمًا في الأوساط الحقوقية والإعلامية، بين من يرى في خطوته صرخة احتجاج قوية ضد الابتذال الإعلامي، ومن يعتبرها تصعيدًا غير مألوف قد يزيد من حدة التوتر بين الفاعلين السياسيين وبعض المنابر الإعلامية.وبين هذا وذاك، تبقى الوقفة المرتقبة أمام مقر شوفة تيفي موعدًا ساخنًا مرشحًا لإعادة طرح أسئلة جوهرية حول حدود الاحتجاج، وأخلاقيات الصحافة، ومسؤولية الإعلام في زمن السباق المحموم نحو المشاهدات، في انتظار ما ستسفر عنه هذه الخطوة التي وصفت منذ الآن بأنها واحدة من أكثر المواقف إثارة للجدل في الآونة الأخيرة.

الرسالة موقع إخباري متنوع